رجل تاه عليه امره / ج1
من الام وجراح الزمان ان لا ترزق بنعمة النسيان
ومن جراح الايام والاعوام ان يصبح موتك وحياتك سيان
اليوم ابدا بسرد قصة واقعية حصلت في عصرنا الحديث قصة فيها من العبر والفرح والالم امر كبير
قصة لصديق لي قريب جدا على قلبي سأرمز لاسمه بحرف واحد وهو السيد (س)
بدأت هذه القصة في بداية المرحلة الدراسية الجامعية لعام 1998 والتي تبدأ بالشهر 11 من السنة او نهايات الشهر 10 حيث يبدا طلاب المرحلة الاولى لكل قسم من الاقسام الجامعية بالدوام كبداية حياة جديدة ومستقبل جديد
وفي ذلك العام ذهب (س) الى الجامعة بعد سهر طويل استغله بكوي ملابسة وتلميع جزمته والتفكير لساعات الى بمن سيلتقي كيف سيتكلم مع زملائه الجدد والذين هم كلهم غرباء عنه من اماكن بعيدة عن بيته واجناس وافكار وشخصيات مختلفة كذلك بالتفكير هل ان الدراسة ستكون صعبه ام سهلة وهل انه سيبيض وجه اهله ام لا وحتى وصلت به الافكار الى سنة التخرج والتي تبعد عنه اربعة اعوام والتفكير بالعمل وووو الى اخره من افكار لم ينهيها الا انهاك جسدة وعقلة ونومه على الاريكة وتركه للتلفاز يعمل
حل الصباح والساعة الان السادسة صباحا, الام مستيقظة تنادي باسمه
* يلا يوم اكعد (استيقض) يلا يوم يلا حبيبي كوم (انهض) اتريك (افطر) وبدل (البس ملابسك)
- أي يوم هسة فد شوية (اريد القليل من الوقت)
* لا يوم يلا حباب كوم روح الكليتك
- أي والله راح اكوم بس شوية
الان نهض الاب على صوت الأم وطبعا الأب يعتبر لدى (س) آمر عسكري لا مجال لمجادلته
* كوم ولك (انهض ولك) كوم الكليتك
- أي كمت كمت يلا اجيت
الان نهض (س) وافطر ولبس احلى ملابسة وكانه العيد وذهب الى جامعته
امر مخيف ((س) واقف امام الجامعة يتامل بوابتها العملافة كانه سيدخل جهنم)
* بسم الله الرحمن الرحيم (الله لا اله الا هو الحي القيوم ....)
قراء ايه الكرسي من شدة خوفه
والان دخل الجامعة وهي جامعة (ب) وبدا بالسؤال عن قسمه وكليته ليستدل اليها لان الجامعة كبيرة جدا جدا
وبعد هذا استدل على كليته ودخل الى اقسامها ليبحث عن قسم الميكاترون
اخيرا وجده الحمد لله
عليه ان يعرف باي شعبة هو فذهب الى قائمة الاسامي ليجد انه بشعبة B
رائع الان الامر اصبح سهلا عليه واخذ يتعامل مع حياته الجديدة بحرفية وكانه عاشها من قبل
* السلام عليكم (قال لطلاب شعبته)
- وعليكم السلام (ردو عليه)
اختار مكانا ليجلس فيه وكانت محاظرته الاولى هي محاضرة رياضيات
* محجوز هذا المكان (قال لاحد الطلبة وكان يجلس بالوسط)
- لا اغاتي استريح هلابيك (قال الطالب)
* انا (س)
- انا عمار
* شلونك خوية
- الحمد لله انته هنا ويانة؟
* أي والله شفت اسمي بالقائمة
- هلا بيك
* بيك اكثر
اصبح عمار بعد ذلك ومازال اعز اصدقاء (س) بل كاخوه حتى انهما يسافران معا ببعض الاحيان ويعملان ايضا معا حاليا في مكتب اسساه سوية وبدءا فيه من الصفر
وتمر الايام في الدراسة بين صعب وسهل بين تعب وراحة وحر وبرد ومطر ايام احسها (س) من اطول الايام كانها لن تنتهي
واصبحت علاقاته واصحابه كثيرون جدا حتى انه ببعض الاحيان كان ينسى اسمائهم
وفي احد الايام وبالتحديد في شهر 5 أي قبل بضعة ايام من بداية امتحانات النهائية
كان (س) ذاهبا الى كافيتيريا الهندسة المدنية مع صاحبه عمار ليشربو الشاي الصباحي قبل بداية المحاضرة الاولى وطبعا كانت نيتهم شرب الشاي والنظر الى طالبات القسم المدني لانهن اجمل الطالبات
وكان (س) وعمار يتفاخرون بعدد الهواتف للطالبات وعدد العلاقات والتي خلال اشهر قليلة وصلت لكل منهما الى خمسة او اربع (طيش شباب وروح مراهقة لم تنفذ)
وبينما هما جالسان وسط الكافيتيريا واذا بمجموعة من طالبات المرحلة الاولى تدخل الكافيتيريا, قال عمار:
* والله صيدة شلون غزلان هذن (صيدة دسمة كانهن غزلان)
- يلا عمار شد حيلك واليوم نظرب المحاضرة الاولى (شد حيلك عمار اليوم لن ندخل المحاضرة الاولى)
* انتة اختار وحدة واني وحدة
- خوش حجي (كلام جيد)
فاختار عمار اطول واحدة بين الفتيات و (س) استمر بالنظر حتى خطف قلبه بواحدة ولكن أي واحدة احس (س) بان هذه الفتاة فيها شيء مختلف جذريا عن باقي من عرفهن
ذهب عمار اولا مستعملا سحره وعيناه الرماديتان فقام بالخطوة الاولى
(المعهود في الجامعات ان يذهب الطالب الى الفتاة اولا ثم يقول لها ممكن كلمة على انفراد فترد هي عليه انا اعرفك من وين الى اخره)
* ممكن كلمة على انفراد (قال عمار)
ابتسمت البنت وبعض صديقاتها
شيء غريب عمار احمر وجهه و (س) يقول في قرار نفسة اليوم سنفصل من الجامعة
- اتفضل اتكلم هنا
* لاحبيت اقول الك شيء على انفراد اذا ممكن؟
- وشنو هذا الشيء؟ (ومازالت جالسة وعمار واقف يتلعثم)
* موضوع خاص شوية (سكت قليلا), لو تسمعيه, لو لا, ردي برد سريع لو سمحتي
-- اوكي اتفضل (وذهبت بضعة امتار عن صديقاتها معه)
* اني عمار من القسم الفلاني وانا يوميا اشوفك وطبعا انعجبت فيكي كثير واحب ان اتعرف بيكي
- طيب عمار شلون تحب تتعرف؟ يعني تريد تعرف اسمي؟
* بداية حلوة واشكر انفتاحك
- اني زينب طالبة مرحلة اولى قسم مدني
* عاشت الاسامي زينب ومرة اخرى اشكرك على التجاوب معي واتمنى ان نكون اصحاب
- بالتاكيد عمار احنا كلنا اصحاب في الجامعة واخوان واخوات
* طيب تسمحيلي بمناسبة الصداقة والتعارف الجديد ان اعزمك على كلاص (قدح) عصير بعد المحاضرة الثالثة
- ماكو مانع لكن مع صاحباتي
* طيب مع صاحباتك لكن انا ادفع فلوسك وفلوسي بس وصاحباتك على حسابك
- ههههههههههه اكيد اكيد
رجع عمار الى (س) لا يمشي بل كانه يطير ووجهه اصبح ازرق من كثر الاحمرار
* هسة دورك يا (س) / قال عمار
- أي ليش لا (قال (س))
وحينما اراد (س) النهوض تحركت الفتياة ليذهبن الى المحاضرة, يالحظ (س), وعمار تغمره ابسامة شريرة كانه يتشمت وجعل (س) يتوعده بانه سيصاحب كل الفتياة حتى من تكلم عمار معها
(الان انتهت المحاظرة الثالثة وعمار يترقب الموعد مع صاحبه (س) وطبعا هذا اليوم كان للبنات فقط اذا انهما لم يدخلا أي محاظرة وكانا يلتقيان في كل استراحة بين المحاظرات بالفتياة اللاتي يعرفوهن
الان اتت المجموعة (مجموعة الفتيات لكن بنصف العدد اذا كانن ثمانية اصبحن اربعة فقط) وعمار يبتسم بابتسامة لا أبله منها ابد
* السلام عليكم (قالت الفتاة)
- وعليكم السلام رد عمار و (س)
* حارة اليوم
- أي والله اتورطت اني لبست سترة (قال عمار و (س) ساكت ينظر الى فتاته)
- يلا نروح للكافيتيريا (قال عمار)
* اوكي ماكو أي اشكال (قالت الفتاة)
ذهبو الى الكافيتيريا وتكلمو كثيرا وضحكو اكثر بسبب عمار الذي اثراهم بنكته وقصصه البهلوانية
و (س) ينتهز الفرص للنظر الى فتاته
لكن كما قلت لكم ان (س) احس بهذه الفتاة امر مختلف وغريب لذلك لم يجرء على ان يكلمها ابدا رغم انه عرف عنه الصراحة الشديدة والشجاعة كما يسمونها في مثل هذه الامور
مرت الايام وتطورت علاقة عمار وزينب بشكل كبير جدا حتى انهما تصارحا بالحب خلال فترة قياسية وهي اربعة اسابيع
الان اتت الامتحانات النهائية وعمار تتطور علاقته بشكل غير عمار جذريا حتى انه حرق جميع الهواتف التي لديه والغى كل علاقاته, هذه البنت سحرته بجمالها وخلقها وذكائها
وعمار مازال يلح على (س) بان يتقدم ويكف عن النظر من بعيد و (س) يرفض ويرفض
اتى الامتحان ماقبل النهائي والذي صادف يوم الخميس وبعده العطله الاسبوعية أي الجمعة
هنا زاد الحاح عمار وايضا أضيف اليها الحاح صديقة بل وحبيبة عمار على ان يتقدم (س) ويكون شجاعا ويصارح, لان البنت ليس لديها علاقة ومن يضمن الايام و و و و غيره من الحجج والامور والتي دفعت (س) اخيرا لان يتشجع ويتقدم ببسالة بعد ان جلسوا بعد الامتحان ماقبل النهائي
الان تقدم (س) نحو الطاولة التي كانت تجلس عيلها فتاة احلامه, وحبيبة عمار
* السلام عليكم (قال (س))
- وعليكم السلام (رد كل من عمار وصاحبته والفتاة الاخرى)
* شلونكم (كيف الحال)
- بخير
* شلون الدوام وياكم
- الحمد لله
امر مربك حقا كيف سيكلمها؟
تشجع تشجع (يقول في قرارة نفسة وقلبة يرتجف بشدة حتى اترجفت معه اجزاء جسمه كلها)
والان قالها ولم يتردد
* ممكن اكلمك على انفراد يا (د)( ناداها باسمها)
- اتفضل, اتكلم, خير؟
* لا بس حبيت اكلمك على انفراد
- لاي شيء
* موضوع خاص
- لكن انا ما اعرفك او اعرفك معرفة سطحية وما اعتقد انه اكو امر خاص بينا اتكلم خير
احتقن وجه (س) وعمار يكاد ان يبكي لانه يرى صديق عمره وروحه واخوه تمسح به الارض
* انا اترخص (قال عمار وهو يمسك بيد حبيبته)
- وانا ايضا لازم اروح للبيت (قالت (د))
انتهى العالم والسماء اصبحت حمراء بلون الدم بوجه (س)
(( رفضتني هزقتني مسحت بي الارض)) كان يكلم نفسة
ثم قامت (د) ورحلت ووجهها عبوس جدا جدا
ياربي ماذا فعلت بنفسي (قال(س))
اتى عمار مسرعا الى (س) واحتظنه ولما جائت حبيبته قال لها عن اذنك لان لازم اروح مع (س)
ابتعد عن حبيبته لاجل صديقة, عمار انسان عظيم
* ماصار شي عيني (س) يلا تشوف وتحب وتعرف غيرهة (قالت زينب)
- زينب من رخصتك احنة رايحين (قال عمار)
# لاعمار انا اروح لوحدي (قال (س))
- ابد (س) اجي وياك للبيت
# لاعمار عن اذنك
ثم رحل (س) الى البيت تائه حائر واقسم على نفسه انه لن يعيد الكرة ابد واتصل باحدى فتياته والهى نفسة بالحديث معها لينسى ولكن هل نسى او هل سينسى سنعرف:
....................................
الان انتهت السنة وذهب كل الى منزله وعمله ومشاغله
مر شهر على العطلة الصيفية عمار تطور امره الى وعده بالتقدم الى زينب بالعطله الصيفيه القادمة
(س) الهى نفسة بعمل صيفي في كراج تصليح مولدات الكهرباء
...................................
يتبع ,,,,,,