انتهت الوالدة من الكلام وخرجت الى الحديقة وجلست على الارجوحة قرب الوالد, دردشا قليلا و (س) لم يتجرأ باي سؤال, ثم قامت الوالدة تهم الدخول الى المطبخ ونظرت الى (س) نظرة كان فيها عتب
لم يستطع (س) تحمل هذا فجرى يمشي خلف الوالدة وعيناه تتصيدان الوالد
دخل المطبخ لكنه لم يقل شيئا, اقتربت الوالدة من (س) وقبلته, يا الهي امر غريب ما هذه القبلة, قالت الوالدة له:
* الاربعاء الجاي نروح الاهلهة للبيت
- تكلمتي معاها؟
* أي نعم
- ماذا قالت
* معليك (ليس من شانك)
- عليج الله (احلفك بالله)
* البنية موافقة وحددت موعد مع اهلهة وحجيت وية امهة
يال تلك السعادة وهذه الافراح التي تاتي تباعا ربي ادمها نعمة ربي اكمل فرحتي
اخذت الام راس ابنها العزيز وبدات بممارسة بعض الطقوس التي اعتادوا عليها كقراءة العشر الاوائل من سورة ص والصافات والنساء الى اخره من الادعية والسور وهذه الطقوس تمارس على من يروم الزواج والتقدم لبنت
نعم صار الخيال حقيقة وصارت الايام مزهرة رائعة
وبدأ (س) يغني اغنية لعبد الحليم (يامالكا قلبي يا اسرا حبي النهر ضمئان لثغرك العذب)
حتى انه اعادها مرات ومرات
وتاتي الايام في الجامعة و (س) و (د) يتبادلان الابتسمات التي ليست كمثلها والنظرات التي فيها شوق وترقب لليوم الموعود, لكنه لم يكلمها الا بضعة مرات وكلمات بسيطة لكن فيها من الحب ما لم يعهده او تعهده هي من قبل
واعطاها قصيدة تقول:
حبيبتي وما احلاها من حبيبة
صغيرتي اطلقت مشاعري الاسيرة
بك صرت اتغنى
وبك امالي كبيرة
ارواحنا تحتضن بعضها
ونتكلم ونتغازل
وافراحنا كثيرة كثيرة
وارسل اليك على نسيم الهوى
قصائدي وقبلاتي, يا اميرة
سارسل العصافير لتقول لك
حبيبتي,
بزقزقتها ومناقيرها الصغيرة
وترسلي لي على نسيم الهوى
اريجا من حدائقك الزهيرة
ملكتني وحيرتي امري
بصمتك وبنظراتك الخطيرة
لم يبقى من الصبر الا قليل
لنعلن حبنا
ونعيش لحظاتنا المثيرة
كانت هذه قصيدته لها وطبعا لن اكملها واقتطعت منها بعض الابيات لتكون مستساغة لديكم
.....................................
اتى اليوم الموعود (س) ينتظر الساعات والدقائق والثواني, الموعد الساعة الثامنة مساءا والان الساعة الثامنة مساءا إلا ثلث
لبسوا ملابسهم وهموا الى سيارة الوالد والعم ومعهم جدته وزوجة عمه واثنان من عماته
وصلوا بيت البنت ووالد البنت وعمها كانا ينتظران بالباب
ترحيب وابتسامات وتبادل احاديث (لكن متى ينتهي الامر ويعلنون الفرحة الكبيرة)
*** لحظات صمت ثم تكلم والد (س)***
* بسم الله الرحمن الرحيم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) صدق الله العلي العظيم
* يشرفنة احنة بيت (ف) من القبيلة الفلانية ان نتقدم الكم بعد ان عرفنا اصلكم وفصلكم واخلاقكم وسمعتكم الي تشرف أي انسان
* يشرفنا ان نتقدم الكم ونطلب ايد بنتكم (د) الى ابنا (س)
- اني يشرفني حضوركم اليوم ويشرفني ان اناسبكم لكن احنا محتاجين ان نسمع راي البنت اولا وراي عمامها وان تعطونا مهلة نسال عليكم ونعرف اكثر (قال والد البنت)
* من حقكم ان تاخذون راي البنت وعمامهة وتسالون عنا وان شاء الله ننتظر منكم الرد علمود نجي لخطبة رسمية والزواج بعد قسمة ونصيب (وقل لن يصيبكم الا ما كتب الله لكم)
الان بدا الابوان والاعمام يتكلمون عن بطولاتهم واعمالهم واصلهم وفصلهم
والعادة جرت ان اهل الولد لاياكلون او يشربون ما يقدم لهم الا بعد الرد عليهم لذلك هموا بالرحيل وخرجت النساء من غرفة النساء ورحل كل الى بيته
للنساء كان هنالك راي وللرجال راي
النساء فرحات بالبنت لان اول همهم الجمال والقوام الممشوقة والعيون والشعر الاصفر (طبعا البنت كانت صابغة شعرها لان لون شعرها الاصلي بني فاتح) و و و الى اخره من مكونات الانسان
الرجال كان اول همهم الاصل والفصل والعمل والشخصية واسلوب الكلام وطبعا كانت هنالك العديد من الانتقادات اللاذعة بما يخص لبس والد البنت وطريقة كلامه, هكذا كانت العادة في مجتمعنا
بعد عدة ايام وصل الخبر لاهل (س) ان بعض الناس سألوا عنهم عند مختار المنطقة والمختار طبعا اتى لبيت (س) ليجبي بعض المال لانه جعل من الولد ملك زمانه, المهم ان فترة السؤال عن الولد انتهت بقي راي البنت والتي الوالدة والجدة اخذا الموافقة منها, وبقي راي عمامها لينتهي كل شيء ونخلص
مر اسبوع و (س) و (د) يلتقيان في الجامعة وطبعا هذه المرة اصبحا يجلسان سوية ويتكلمان ويضحكان كانهما زوج وزوجة
عمار هنا قتلته غيرته فخطا خطوتة قبل صاحبه وخطب زينب من اهلها ولبسا الحلقات بيديهم وطبعا (س) كان حاظرا كما عمار بكل خطوة وفرحان بصديقه فرحا كبيرا ويدعو الله ان يحصل له نفس الشيء, حتى انه في خطوبة عمار او المهر بالاصح جعل (س) رجله اليمنى تحتك برجل عمار اليسرى وهذه عادة بين الشباب معناها اني سالحق بك ان شاء الله ثم بعد هذا يقرصة من تحت ابطه قرصة شديدة (عادات غريبة ولكنها حلوة)
رجع (س) الى البيت بعد يوم مع حبيبته ودخل الى البيت
الام هلهلت بصوت عال (زغردت) وقالت الف مبروك يمة ام البنية خابرت وحددت موعد يوم الاثنين (نحن اليوم السبت يعني بعد يومين) كيف ستمر الايام يا الهي الا يمكن لليوم ان يصبح اربع وعشرون ثانية؟ ذهب (س) بنفس اليوم لزيارة مرقد باب الحوائج موسى الكاظم (ع) وطلب ان ييسر له الله امره ويسهل عليه زواجه, وطبعا هذا باب الحوائج لايرد عبدا خائبا ابد (كلنا نعرف ان (س) لم يكن يصلي او بالاحرى كان يصلي بالمزاج ولكن منذ ذلك اليوم لم تفته صلاة او زيارة)
*** اتى يوم الاثنين***
الان يجب ان يذهب (س) مع والده ووالدته فقط ليحصلوا على الرفض او الموافقة والافكار تجول ببال (س) ماذا سيكون الرد وهو يمسك بيده قطعة من راية الامام موسى الكاظم (ع) اشتراها عند باب المراد وهو يفرك بها ويفرك كانه يريد اخراج شيء ما منها
*** هنالك امر مهم نسيناه وهو ماذا كانت افكار البنت (د) خلال هذه الفترة؟ لاننا نتكلم لحد الان عن (س) فقط لاني اعرفه عز المعرفة, لن نعرف بماذا كانت تفكر بهذه اللحظات ابدا لان (س) لم يسالها يوما***
الآن دخل (س) وأبواه إلى منزل البنت وتم الترحيب بهم وجلسوا بغرفة الضيوف
بادر والد (س) الكلام:
* أخوية العزيز أبو (د) اجيناكم قبل فترة لطلب ايد بنتكم وانتم طلبتوا أن تسالوا عمامها وتسألوها عن رأيها بالموضوع وتسالوا عنا وطبعا انتو سالتوا عنا والوقت اعتقد كان كافي علمود تسالوا عمامها وهسة احنه جايين نريد منكم الجواب وشايكم مانشربه إلا نسمع الجواب واحنه مؤمنين إن الزواج قسمة ونصيب
أهل (س) ينتظرون الرد وبالأخص (س)
وانتم أيضا تنتظرون لذلك أرى أن تنتظروا أكثر واعدكم بان أكمل لكم بالجزيء القادم ورغم إني قلت مسبقا إن القصة قد تكون من ثلاثة أجزاء ألا إني اخلف بوعدي لكم وهذه أول مرة اخلف فيها بوعد والسبب إني راجعت مذكراتي ورأيت إن القصة طويلة وانتم تستحقون سماعها كلها لذلك لا ضير من الانتظار
تقبلوا تحياتي واحترامي / أخوكم أسد ربيعة / سيف الدين الربيعي