رجل تاه عليه أمره / ج 4
ذكرك نار في يشعل
والشوق إليك حبيبتي
لا يحتمل
ذاك الشوق
يأتي كالنسيم أحيانا
و أحيانا
وقعه كوقع كربل
********
حبيبتي يا نسمة الوادي
حبيبتي يا نبض فؤادي
أنت بسمة أيامي
أنت بلسم لجراحي
منزلي وطني نور عيني
أهلي وصاحبي وكل حياتي
********
ااااااه كم اشتاق لصوتك
للضحكات
لنظرات عينيك
لغيرتك قسوتك للحنان
لملمس شعرك
لرقة يديك
لسحر الكلام
لرشيق القوام
لابتسامة شفتيك
اشتاق لعطرك
لحضنك لقربك
أنا مشتاق حبيبتي
أنا مشتاق لك
هل سيجرؤ قلمي على ان يكمل لكم هذه القصة؟
هل سأستطيع؟ والحبر دمي والقلم يكتب حروفه على شغاف قلبي
سأكمل لكم القصة رغم كل آلامي سأكملها لأني وعدت بهذا لذلك سأمضي على درب وعدي
وسأضع بدل الرمز إلى الأسماء بأحرف أسماء وهمية لبطلي القصة وطبعا أرجو منكم عدم سؤالي عن الأسماء الحقيقية
ليس لدي إلا ان أقول لكم ان (س) أو ما سنسميه باسم وهمي هو شخص تعرفوه جميعكم وموجود بينكم ألا ان حزنه وجرحه كبير لذلك فلنرحمه بعدم السؤال عن هويته ألفعليه, أما البنت فلن أقول اسمها الأصلي ابدآ لأنها ذكرى وألم وجرح وهذا طبعا أيضا لنرحم (س) من ان يتذكرها
يبقى السؤال الذي طرح سابقا (( ما الذي جرى هل حصل سوء لها؟ لا لا بعد الشر, أبوها بيه سكر يمكن صار بيه شي؟ أخوها يمكن لا سامح الله ))
ويجرؤ على ان يحث الخطى باتجاه بيتهم يجذبه صوت أنين ونحيب يمزق قلبه ويحطم كيانه مع كل حرف وكل صرخة تنطلق من تلك الحناجر المنتحبة
دمعه حفر مجراه على وجنتيه دون ان يكون للدمع سبب ألا ان الدمع يواكب تلك الدموع التي يراها عن بعد
واقترب من موكب البكاء وزادت حدت الأنين وعلا صوت النحيب
كل هذا ليس مهما, إنما المهم لما كل هذا؟
يصل إلى والدة (دلال) ونحيبها يفطر القلب
كيف سيسألها؟ وعن ماذا؟
تغص حنجرته بالعبرة حتى كاد ان يفقد النطق
* يا خالتي قولي ما الذي حصل؟ (قالها وانفجر ببكاء ودموع غزيرة دون ان يعلم السبب)
- اااااااااه يا يمه أويلي يمه (قالتها بصوت لم اشهد مثله حزنا و ألما, قالتها وهي تحتضنه و تقبله)
سقط على ركبتيه جاثيا الدنيا تدور به, كثمل دون خمر
لا يعرف ماذا يقول أو بماذا ينطق
نفذت كل الكلمات منه أصبح اخرسا
- اااااااااه يا يمه يا دلال (( قالتها وهي تلطم على وجهها ويا ليتها قالت غيرها))
لحظات صمت ببكاء صامت وألم شديد جدا
لم يعد في الجسد روح و لا للقلب نبض يسمع
حتى العيون لم تعد تبصر غير ظلام وضباب يعمي الأبصار
يحاول سمير ان يدخل إلى البيت لأنه لمح أخ (دلال) وهو يضع يده على وجهه ويبكي
يحث الخطى, ومع كل خطوة نزيف وآهات دفينة
لابد ان يصل لابد ان يعرف
* بدون أي مقدمات قلي ماذا جرى قلي لأني سأموت
- تعال خوية تعال اقعد ارتاح اقعد ماكو شي
(ثم احتضنه أخوها واسترسل ببكاء بصوت عال كبكاء طفل صغير)
ابعد أخاها عنه بدفعة قوية ورمقه بنظرة تتطاير شرر
* احسنلك تقول وبسرعة قول ما الذي حصل
بعد بكاء وانين قال الأخ:
- صار انفجار بالجامعة و (دلال) (ثم سكت الأخ مرة أخرى وبكى هذه المرة بحرقة وبشدة وصوت عالي)
* شبيهة (دلال)؟ اتصوبت؟ قول قول
- (دلال) ماتت, أويلي يابة (والبكاء والأنين والضرب على الوجه زادت حدته)
سقط (سمير) على ركبتيه يضرب بوجهه ويصرخ كالمجنون ينادي باسمها يدعوها ان تأتي, صار وجهه ينزف دما من اثر الضرب
ركض نحو باب البيت الخارجي الحديدي ورطم رأسه به بشدة حتى أصيب بإغماءة
صحا بعد الإغماءة ليشارك مواكب النحيب والبكاء التي جاءت بعلو صوتها بالقاصي والداني
الكل ينتظر ان يأتي الوالد المسكين الذي رحل مع أخاه ليأتي بجثمانها الطاهر
(سمير) يفكر مع نفسه بان هذا ربما يكون حلما ربما مزاحا ربما ليس هنالك شيء وستدخل (دلال) عليهم مصابه ببعض الجروح
فجأة وعند الساعة الرابعة عصرا يعلوا صوت الصراخ وتشتد حدة الأنين ونحيب يبكي الجبال
يتراكض الجميع نحو الخارج يتلاطمون يتدافعون دموع جارية قلوب مفجوعة عيون تنظر إلى قمة سيارة تحمل فوقها تابوت خشبي لا حياة فيه فأصبح حيا بما يحتويه
نعم لقد اتت دلال سمعت نداء سمير فاتت
تلك العروس الرائعة تلك الفتاة الجميله المؤمنة
أتت لكن دون حليتها
أتت لكن دون بدلة زفافها البيضاء
أتت لكن دون زغاريد تستقبلها
بل كان يستقبلها نحيب وبكاء
نعم أتت لتحضر زفافها
لا إلى حبيبها بل إلى السماء
أتت وزينتها كفن
وتتراقص على شفاهها
حبات من الضياء
عذرا اخوتي واخواتي الى هنا تكون النهاية لان الباقي صعب جدا ذكره وانا قلبي وصلني مشكورا لهذه المرحلة
فلتكن هذه القصة عبرة لنا بما تحمله من ماساة اجتماعية واخلاق وايمان
لقد صاغت دلال من وحش كاسر, انسان مؤمن صادق مخلص لاجلها نذر نفسه لخدمة الغير
لايزال يعيش على ذكراها ولازالت هي كل حياته
اعتذر مرة اخرى عن اكمال الدرب واكتفي بهذا
نساكم الفاتحة على كل روح طاهرة ازهقتها افعال المجرمين الارهابيين
اخوتي ان العراق فيه الف دلال والف سمير
نسالكم الدعاء لكل جريح لكل مريض لكل اسير لكل مهموم لكل مفجوع
نسالكم الدعاء للعراق ولكل عراق مثل العراق
اتمنى ان لانكون سوداويين وان نفسر هذه القصة بانها امل جديد وليس نهاية للدرب
نعم ليكن املنا بكل تضحية نقدمها
ولكم مني السلام
اسد ربيعة / سيف الدين الربيعي