بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسّلام على المصطفى الأمين وآله الأطهار المنتجبين ..
السّلام على عُشّاق البتول "ع" ورحمته تعالى وبركاته ..
الزّهراء .. كهف المستجير ...
.. ورغم يقيني بأننّي ظفرت بحبّهم مُذ علمتُ منهاج هداهم ، حيث تخيّرت والنّفس من خلقهم وعاداتهم ما أمكنني إحتماله وإستعابه ، وأيقنت معها بأن في حياض أهل الكساء "ع" يكون أفضل القسم ، وأحسن الشيّم ، وخير المآل .. وقفت على باب البتول "ع" ألكن دون حراك ، وقد جرّتني سكرتُ العشق في ما مضى بأن أتجرأ في مخاطبة المولى عليّ "ع" ومناجاته وأنا العيّ الأحقر . كما إتخذت من سماحة العقيلة وأبي الفضل والعسكري – عليهم السلام – مطيّة لمحاكاتهم ، والإستئناس بذكر سجاياهم .. ولكن كلما أخذني مخاض العشق الفاطمي ، وقفت ببابه دون حراك ، حيث ينعقد اللسان ، وتُبتلى الذاكرة بالخبال والنسيان ، ويلفّني الحياء فأغرق في إستحيائه ، ويزورني الضمير منبّها ومعاتبا همسا ": يا هذا أنت في حضرة أمّ أبيها "ع" ..؟ من أنت ..؟ وماهي عدّتك وزادك .. حتّى تكون لك جرأة لإقتحام معالم الكمال الإلهي والجمال الربّاني ..؟ فأعود معها وفي كلّ مرّة بزمام التثبّت ماسكا ، وبكراهة ركوب سُبُل العجلة المذمومة مخرجا ، وأكرّر كلمات العزاء :
وحقّكِ لا تري بي من ملال ولا يُثني عناني عنك ثاني كفاني أن دمعي فيك جـــار وحسبي أنني بهواك عاني
وبعد أن طال بي الشوق واشتدّ بي الوله التمست الصفح من ذوي المجد والفضل من أهل الإحسان .. وأعدّت الكرّة تحملني محامل الحبّ بعد أن وضعت لها تيجان من – هل أتي -- ، وشددّت جنباتها من عباءة -- أهل الكساء -- ، وادّعيت بأنني من أصحاب الولاء والإنتماء .. وقفت على باب الزهراء "ع" وقفة اليتيم والمسكين والأسير والمستجير .. عسى أن تتجاوز عمّا صدر منّي ، وتقلّ عثرة من أعماه هواء ، وإن قصُرَ به عمله وقلّ زاده .. وأنا على يقين بانني إلتمست العفو عن جرمي ممن خُلُقها عفو وديدنها الصفح وتاج المكارم منها الرحمة على المقصّرين من شيعتها .. ورغم ذلك مازلت واقفا لم أنطق ببنت شفة ، ولم أتزحزح من موضعي رغم السنين .. قد هالني المشهد أمام من هم شرف الخلائق وأفضل المحامد وحضن الفضائل .. فتركت المدح جهلا منّي بمدح منتهى الكمال . ولكن طمعي في الجزاء من سيدّة النّساء "ع" أن لا تتجاهلني يوم اللقاء في حضرة جبّار الأرض والسماء .. وكيف تتركني وأنا المتمسّك بحبل ولايتهم ، وكيف لا يكون منّي حُسن اليقين بمن ملكوا الإيمان .. فكانوا اليقين وغيرهم الشكّ ، وكانوا الحقّ وغيرهم الباطل ، وهم المنجاة في الآجل والعاجل .. فسلام الله على أولهم وعلى آخرهم وعلى ظاهرهم وعلى باطنهم ورحمته تعالى وبركاته ... طبتم فحبّكم النجاة وبغضكم كفر بربّ العالمين وجـــــــــوب أولاكم الفضل الجسيــم لأنّه أبدا يُعاقب فيكم ويُثيــــــــــبُ ثمّ الصلاة على النبي وآلــه ما ماسَ من مر النّسيم قضيبُ
تحياتي
عاشقة البتول عضو مجلس ادارة
عدد الرسائل : 1339 العمر : 34 ألبلد : لبنان نقاط : 16 تاريخ التسجيل : 22/08/2007