رجل تاه عليه امره / ج3
القلب اعلن اضرابه
عن عمله لا عن غرامه
وقد اعلن عيده وفرحه
بعدما وئد من قبل اعياده
مازل (س) واهله ينتظرون رد اهل (د) ويتبادلون النظرات والابتسامات لحظات قليله من الترقب
كسر هذا الترقب والصمت صوت والد (د) فقال:
* اخوية العزيز ابو (س) طبعا احنه طلبنا مهلة نفكر بيها وطلبنا ان نسال عليكم وعلى الولد ونشوف راي عمام البنت ورايها هي بالذات, وطبعا احنا سالنا عنكم ونشكر الله ان تعرفنا عليكم وعرفنا عليكم اليشرف والله
- الله يخليك (ابو (س) قال)
* طبعا عمام البنية ماعدهم أي مانع وانا شخصيا اقول الف مبروك بس بقى راي البنية وهذا اهم شي واقول الف مبروك
ابتسامات كبيرة ترتسم على وجوه الجميع ولحظات ترقب قاتلة لتاتي النساء براي البنت والعادة جرت ان وافقت البنت ان تزغرد النساء وياتون بالينت لتجلس قرب خطيبها
ارتفع الزغاريد مختلطة بحيث لم يتم التعرف على مصدر أي منها
دخلت والدة (س) ووالدة (د) تقتادان ذلك الملاك الجميل بخجله الوردي بعيونه المتلألئة وابتسامته الشفافة الرائعة التي لو نشرت على العالم لما كان هنالك حزن ابدا
اجلسوها بقربه نعم بقربه وهو لم يصدق عينه ابد هل حقا مايحصل هل بهذه السرعة
(الحمد لك ربي قسمت وطابت قسمتك)
جلست قربه بعطرها الذي ملأ القلب قبل الصدر جلست ولم يشح نظره عنا ابد وهي لم تتجرأ ان تنظر اعلى من حنكها ابد خجلها جمالها كانهما يصوغان قصيدة من قصائد الحب او لحن من الحان الغرام
الجميع يبارك ويهلل الجميع فرح وسعيد
قال لها (س) مبروك فردت وقالت له (مبرك)
امور كثيرة حصلت اخوتي واخواتي لكني اعجز عن وصفها او سردها تفصيليا لكم لاني لو سردتها كاني قتلت نفسي بغصص واهات ولا تسالوني لماذا وما دخلي بهذا فللقصة تكملة ونهاية وستعرفون حينها كم ان من الصعب سرد افراح هذه القصة وكم من الصعب اصلا تذكر أي لحظة سعادة فيها
تم الاتفاق بين اهل (س) و (د) ان يتم الزواج بعد التخرج مباشرة وهذا يعني عامان وهو وقت طويل جدا جدا وقد عانوا الاهل كثيرا حتى توصلو لهذا الاتفاق
ومرت الايام والاسابيع والاشهر, كل يوم يعلن فيه عن ولادة حب جديد ومشاعر اخرى غير التي سبقت
كل يوم يحبان بعضهما الاخر اكثر وكل يوم سعادة وفرح وكلام وكلام
كانا يجلسان معا ياكلان معا يتكلمان معا حتى انهما ببعض الاحيان يمرضان معا
ومرت الايام بكل تفاصيلها وكل يوم يمر يعلن عن قرب السعادة والافراح
اتفقا ان انجبا ولد يسميانه (محمد) وان كانت بنت يسميانها (هيا) كما احبت هي ان تسميها
في يوم ما حلم (س) بانهما سينجبان توأم بنات فقررا ان يسمياهما (هيا) و (فاطمة)
انهما يحلمان حتى ببيتهما وبالمطبخ و و و الى ان وصل بهما الامر انهما عجوزان يعيشان معا بنفس الحب والعواطف
أي احلام هذه و أي حب أحبا بعضهما
امال وافكار ومشاعر كثيرة كانا معا يتحدثان بصوته المرعد وصوتها الدافئ الحنون احدهما يكمل الاخر وكانهما خلقا لبعض
وهكذا كانت الايام تمر بهما دون كلل او ملل نفس الاحاديث اوربما نفس العناوين لكن بصياغة متجددة
والان تخرجا من الجامعة او بالاحرى تخرجت هي لان دراستها اربع سنين فقط وهو اختصاصه خمسة سنوات
ورغم انها تخرجت قبله الا انهما اتفقا على الزواج هذه السنة لانهما ماعادا يتحملان اكثر الانتظار
* مبروك التخرج حبيبتي الف مبروك حياتي (قال (س))
- الله يبارك بيك حياتي ويوم الك ان شاء الله (قالت (د))
* هسة كلشي انتهى شنو رايك لو نعجل بالزواج لانه ما اعتقد اكو داعي ننتظر اكثر
- زين وتخرجك انته
* يمعودة ميأثر نتوكل على الله انتي بس قولي الاهلك علمود نحظر للزواج وخلال شهر شهرين نخلص كلشي
- علواء حبيبي صدك ونتزوج اخيرا ونصير تحت سقف واحد
* ما اقدر اتحمل اكثر لازم نبدي نحظر من الان لانه لو راح اتاخر اكثر يمكن اعظك من خدودك واقطع لحمة حياتي
- هههههه لازم انتة من اكلة لحوم البشر؟
* لا اني بس لحمك اكله عيوني
- يلا روح قول الاهلك واني ابلغ اهلي ونتوكل على الله
* اوكي حضري امك علمود الاربعاء الجاي نروح ونشتري الغرفة والفراش اوكي
- اوكي اليوم اقول الامي
وطبعا بلغت اهلها وهو بلغ اهله والاهل كانو متلهفين اكثر منهما لان الموضوع طال جدا وتم الاتفاق انه يوم الاربعاء يشترون الغرفة والفراش وبعض الملابس
وفعلا اشتروا الغرفة والفراش والملابس وعيناهما تبرقان تلهفا لليوم العظيم يوم يجمعهما سقف واحد
وفي هذه الفترة كان (س) لعبته الفضلة هي اللعب بشعرها السرح الرائع ودفئه بمسك يديها وكان في بعض الاحيان يسرق قبلة منها في بيتهم حينما يذهب اليها
لاتلوموه لانها الان صارت حلاله وليفعل مايشاء
لم يبق على يومهما الا بضعة اسابيع
في صباح جميل هاديء تشق صمته زقزقة العصافير على شجرة السدر في حديقته وبعض الندى يتوهج على اوراق اشجار البرتقال
رن الهاتف رنة معروفة في حب فيها عذوبة الينابيع
* الو
- الو هلو حياتي
* هلو حبيبتي خير اشو كاعدة من الصبح يعني لاكليه عندك ولا دوس؟
- لا والله بس اليوم اروح وية اختي رنا لان عدها امتحانات دور ثاني للمكملين
* يعني رايحة وياهة للكلية؟
- أي والله وارجع وياهة
* اوكي انتظروني اجي اخذكم من الكلية
- اوكي ننتظرك
* يلا الله وياك
- الله وياك حبيبي
وتبادلا الوداع والقبل على الهاتف وذهب كل الى مبتغاه
كان في جامعته في المكتبة لانه اعتاد ان يستغل العطل لدراسة مواد المرحلة المقبلة خصوصا وان مرحلته المقبلة هي الاخيرة
انتهى الان من استعارة بعض الكتب والمالعة البسيطة المستعجلة لانه كان على عجل من امره لانه طان عليه نقل الكتب الى المنزل ثم الذهاب لاحظار حبيبته واختها
وصل للمنزل فتلقته امه طالبة منه وبصوت خائف حزين ان يذهب الى بيت حبيبته
عجيبه ما الموضوع ضل (س) مرتبكا يرتجف
* خير يمة اكو شي
- لا يوم بس ام البنت قالت تعالو بسرعة وكانت تبكي
* خوفتيني يوم قولي اكو شي سامعة شي
- لا والله يوم اني هام مثلك خايفة, اجي وياك؟
* لا يوم اني اروح اشوف شكو وتعالو انتو بعدين ورايا
- يلا يوم روح الله وياك
وحث (س) الخطى احلا الى بيت حبيبته وقلبه يخفق تاة كبركان وتارة يتوقف كانه ماعاد يدق
خوف وترقب وافكار تجول في ذهنه كانها اعاصير
(( ما الذي جرى هل حصل سوء لها؟ لا لا بعد الشر, ابوها بيه سكر يمكن صار بيه شي؟ اخوها يمكن لاسامح الله ))
وافكا كثيرة كثيرة جدا تجول في فكره والطريق كانه صار دهرا من الزمن كيف يطوي الارض تحت عجلات السيارة ليصل اليهم
وماذا هنالك وما الخطب
اسالة جميعنا سنعرف اجابتها في الجزيء الرابع والاخير والذي يمكن اكمله قبل السفر ان تاخر سفري اكثر ويمكن لو قدر الله لي وانتهت معاملات السفر ساكمله بعد العودة
ولكن احب ان انوه ان الجزيء الاخير ليس لضعاف القلوب وفيه من الالام الكثير الكثير
تحياتي لكم واحترامي
اخوكم / سيف الدين الربيعي / اسد ربيعة