عشرات الالاف ببيت لحم يشيعون شهداء المقاومة ورد للجهاد

[

أجهضت قوات الاحتلال هدنة ضمنية يطبقها الاسرائيليون والفلسطينيون على الارض منذ منذ الثامن من آذار/مارس، باغتيالها مساء الاربعاء، اربعة مقاومين فلسطينيين في بيت لحم.

وفي ردها الاولي على اغتيال ثلاثة من مجاهديها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي أنها قصفت فجر اليوم الخميس مستوطنة سديروت بخمسة صواريخ من طراز قدس.

وقال بيان للسرايا إن الوحدة الصاروخية قصفت سديروت بالصواريخ مشيرةً الى ان العدو اعترف بسقوط الصواريخ داخل المستوطنة.

واضاف البيان أن هذا القصف جزء من عملية أولية للرد على اغتيال 3 من قادة السرايا في بيت لحم وطول كرم في الضفة المحتلة يوم أمس الأربعاء.

من جهتها أكدت التقارير الإٍسرائيلية سقوط صواريخ للسرايا داخل سديروت، مشيرة إلى إصابة مبان داخل المدينة.

بدوره، صرح متحدث باسم الاحتلال ان طائراته شنت غارة جوية على قطاع غزة، استهدفت قاذفة صواريخ على وشك التشغيل في قطاع بيت حانون شمال قطاع غزة. واضاف ان 12 صاروخا اطلقت ليلا من غزة باتجاه جنوب الاراضي المحتلة، انفجر اثنان منها في سديروت مما تسبب باضرار في مبنى.

حشود المواطنين تشيّع الشهداء في بيت لحم

هذا وخرج عشرات الالاف من المواطنين في محافظة بيت لحم والقرى والمخيمات المجاورة لتشييع جثامين الشهداء الاربعة.

فقد خرج جموع من المواطنين وشخصيات المحافظة والقوى الوطنية والاسلامية موحّدين في وجه الاحتلال ساخطين على اغتيال الشهداء الاربعة، الذين حملوا على الاكتاف.

وقد القت القوى الوطنية والاسلامية والجبهة الشعبية وحركة فتح والجهاد الاسلامي كلمات نددوا خلالها بالعدوان الاسرائيلي المتواصل على المقاومة الفلسطينية وعلى المواطنين العزل.

هذا، ولأول مرة وبشكل كامل وملحوظ، عمّ الاضراب الشامل والكامل والحداد محافظة بيت لحم ، حدادا على ارواح شهداء المحافظة.

فصائل المقاومة: لا يمكن الحديث عن تهدئة

تجدر الإشارة إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والحكومة المقالة قد حملوا الاحتلال تداعيات عملية اغتيال بيت لحم التي ادت الى استشهاد ثلاثة مقاومين من الجهاد بينهم القيادي محمد شحادة ورابع من كتائب الأقصى احمد البلبول.

وكانت أكدت فصائل المقاومة على أنه لا يمكن الحديث عن تهدئة في ظل جرائم الاحتلال. ومن جهتها، اكدت حركة الجهاد على أن جريمة الاغتيال تنسف أي حديث عن التهدئة، وقال الناطق بلسان حركة حماس إن عملية الاغتيال "لن تمر مرور الكرام".

هذا وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى ادعاءات نسبتها إلى مصادر فلسطينية، بأن محمد شحادة كان له دور في التخطيط لعملية القدس الأخيرة، التي قتل فيها 8 إسرائيليين. والشهيد محمد شحادة (48 عاما) احد أبرز قادة «سرايا القدس» الجناح العسكري للجهاد، في الضفة، ومطلوب منذ ثماني سنوات لضلوعه في هجمات ضد اسرائيليين، بحسب قوات الاحتلال، التي هدمت منزله، بعد عملية القدس.

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني فلسطيني قوله إن محمد شحادة، الذي ينتمي إلى الجهاد الإسلامي، هو المستهدف من قبل وحدة المستعربين.

كما أشار موقع "يديعوت أحرونوت" إلى أن الشهيد أحمد البلبول مكث مؤخرا في سجون السلطة الفلسطينية، وذلك في إطار اتفاق "المطلوبين" بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية بشأن المطلوبين من حركة فتح، رغم أنه لم يكن مشمولا في القائمة.

وأضافت المصادر ذاتها أن السلطة الفلسطينية كانت قد أبلغ الكيان الصهيوني قبل يومين بأن البلبول يخرق شروط اتفاق المطلوبين، وأنه يجب عليه أن يمكث في مقر الأمن الوقائي.

"اسرائيل" تحمل حماس مسؤولية اطلاق الصواريخ

الى ذلك، حملت قوات الاحتلال حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسؤولية اطلاق الصواريخ على اراضيها فجر اليوم الخميس.

وقال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان "اسرائيل" تعتبر حماس مسؤولة مباشرة عن الهجوم بالصواريخ اليوم". واضاف ان حماس تسيطر على قطاع غزة ومسؤولة، عن ما اسماه، أي اعتداء على "اسرائيل" انطلاقا من هذه الاراضي.

وتابع "اذا تبنت منظمة اخرى، كما جرى اليوم، الهجوم فاننا نفهم انها ما كانت ستفعل ذلك بدون تعاون حماس ودعمها". وحذر من ان "اسرائيل" "لن تسمح لحماس بممارسة الارهاب بالواسطة"، على حدّ تعبيره.