فصل في ظهور القائم عليه السلام
فاما السَّنة التي يقوم فيها القائم، عليه وعلى آبائه السلام، واليوم بعينه فقد جاءت فيه آثار رويت عن الصادقَين (عليهما السلام):
روى الحسن بن محبوب عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال لا يخرج القائم (عليه السلام) إلا في وتر من السنين، سنة احدى او ثلاث او خمس او سبع او تسع.
الفضل بن شاذان، عن محمد بن علي الكوفي، عن وهيب بن حفض، عن ابي بصير، قال: قال ابو عبد اللّه (عليه السلام) ينادى باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم في يوم عاشوراء (السبت خ د) وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي (عليهما السلام)، لكأني به في اليوم العاشر من المحرم، قائماً بين الركن والمقام، جبرائيل عن (على
318
خ د) يمينه ينادي البيعة للّه فتصير اليه شيعته من اطراف الأرض تطوى لهم طياً حتى يبايعونه فيملأ اللّه به الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
وقد جاء الاثر بانه، عليه وعلى آبائه السلام، يسير من مكة حتى يأتي الكوفة فينزل على نجفها ثم يفرق الجنود منها في الامصار.
وروى الحجال عن ثعلبة عن ابي بكر الحضرمي عن ابي جعفر (عليه السلام) قال كأني بالقائم (عليه السلام) على نجف الكوفة قد سار اليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد.
وفي رواية عمرو بن شمر، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: ذكر المهدي فقال يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت، فتصفو له ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فاذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس ان يصلي بهم الجمعة، فيأمر ان يخط له مسجد على الغريّ، ويصلي بهم هناك، ثم يأمر من يحفر من ظهر قبر الحسين (عليه السلام) نهراً يجري الى الغريين حتى ينزل الماء في النجف، ويعمل على فوهته القناطر والارحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل(1) فيه بر تأتي تلك الارحاء فتطحنه بلا كرى.
وفي رواية صالح بن أبي الاسود، عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) ، قال: ذكر مسجد السهلة فقال أما انه منزل صاحبنا اذا قدم باهله.
وفي رواية المفضل بن عمر قال سمعت ابا عبد اللّه (عليه السلام) يقول اذا قام قائم آل محمد (عليهم السلام) بنى في ظهر الكوفة مسجداً له الف باب واتصلت بيوت اهل المكوفة بنهري كربلاء.