MOTRQB_D313
عدد الرسائل : 79 العمر : 42 ألبلد : العراق نقاط : 17 تاريخ التسجيل : 04/04/2008
| موضوع: حقيقة التوفي للإمام المهدي الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 11:25 am | |
| البحث حول مفردة موت الامام عليه السلام يتمحور بمحورين اساسيين:- المحور الاول :-فيما اذا نظرنا الى الامام من منظار كونه اماماً معصوماً صاحب علم لدني ,خليفة لله في أرضه يعلم بصغير الامور وكبيرها ,ذلك مما اتاه الله تعالى من علم الكتاب . المحور الثاني :- وبما يملك هذا القائد من امكانات طبيعة على مستواها العسكري والتقني والامني وما الى ذلك . والمسالة المراد الحديث عنها ولنسمها مقولة (حقيقة التوفي للإمام المهدي (ع) ) وقبل أن نسترسل في الحديث ونقف على مفاصله الرئيسية وتفريعاته نلفت النظر أن البحث في هذه المقولة له تشعبات طويلة وتداخلات في مسائل مهمة ومفصلية، لذلك سوف تكون بناءات النتائج على بعض الاقوال دون بعضها الاخر ,ومن بين هذه المسائل المرتبطة بهذه المقولة :- أ- الرجعة وما هي حقيقتها وهل يوجد فيها تكليف أم لا وهل هي ذات خصوصيات تختلف عن عالم الدنيا أم هي بعينها ,وهل ظهور الامام مقرون بها أي بمجرد ظهوره المبارك تحصل الرجعة ولو على نحو مخفف أم أنها تبدأ بعد وفاته عليه السلام. فعلى بعض أقوال الرجعة يمكن القول باختلاف نتيجة البحث في هذه المقولة لذلك قلنا بارتباط هذه المقولة بهذه المسألة (بل ولعل هذه المقولة ترتبط بمسألة أخرى وهي ما حقيقة الإمتلاء للأرض وهل يعني المدينة الفاضلة وانعدام الضلال والظلم حتى تكون له مدخلية في في هذه المقولة). ب- مسألة علم الامام وما هي حقيقة هذا العلم، وما هي موارده وروافده، وهل يعلم بالجزئي ام لا وهل يعلم بالموضوعات أم لا وغيرها من تفرعات مسألة علم الامام عليه السلام . وكلتا هاتين المسألتين بحثتا في طيات كتب العلماء وفيهما اقوال اذا دخلنا في ذلك خرجنا عن الرسم المراد به بيان المقولة اعلاه (حقيقة التوفي للإمام المهدي(ع)). لذلك نبهنا على ذلك . تمهيد:- تمهيد عن عصر الإمام المهدي والأحوال الاجتماعية والدينية في دولته,والذي ينبغي أن تعد له دراسات مفصلة جزا الله الباحثين اَلذين قدموا بعض التصويرات عن ذلك العصر الذهبي_ كل خير عن الاسلام والمسلمين . فلابد من دراسة مستوفاة ومتسقة من المصادر التي يمكن الاعتماد عليها تكشف عن الحالة الاجتماعية والحالة الدينية فضلاً عن غيرها في زمن دولة الإمام المهدي (عج) والذي يظهر من أجواء جملة من الروايات إن هناك تطوراً اجتماعياً هائلاً وتطوراً دينياً كبيراً سينعكس على المجتمع بشكل كبير ويستفاد من هذه الرؤية استبعاد تعرض الإمام لحادث اغتيال من امرأة (هذا اذا نظرنا لرواية ذات اللحية الاتية ,اما اذا نظرنا لعمومات (مامنا الامقتول او مسموم) فالبحث كذلك يجري بعينه والنتائج هي هي )وذلك لأننا إذا نظرنا للامام عليه السلام حسب الظروف الطبيعية فهو القائد العام والرئيس الفعلي لجميع الأقطار والدول على وجه الأرض فلابد وأن يكون ما به يؤمن نفسه الشريفة من الغدر والغيلة, ومعه يكون اغتياله أمراً مستبعد إذ أن الامكانات الطبيعية العسكرية منها والاستخباراتية عند الامام مؤهلة لكشف وتطويق أي عمل من شانه النيل من الامام وتصفيته جسديا، وشاهد هذا الامر وجداني لمكان هذه الإمكانات في الكشف عن المؤامرة ووئدها. واما إذا نظرنا بحسب المنظار الواقعي الإلهي فان الإمام عليه السلام صاحب العلم اللدني العالم بدقائق الامور فلابد أن يكون على علم بما يحاك ضده وضد دولته وحسب المصلحة سيتوجه الامام تلقائيا لدفع ذلك الخطر المعلوم لديه (الا ان نقول ان ارادة الله تعالى اقتضت أن يقتل الامام كما حصل لابائه الطاهرين، فرغم علمهم بزمان ومكان قتلهم فانهم يتوجهون نحو ذلك المكان ويحضرون في ذلك الزمان بل ويعرفون القاتل ). فلهذا نستبعد أن يتعرض الامام لحادث اغتيال. هذا من جهة عامة، و أما من جهة الحكاية المنقولة عن إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري في ج 2 - ص 144 والتي يقول فيها : فاكهة : ملخص الاعتقاد في الغيبة والظهور ورجعة الأئمة لبعض العلماء ، ومما ينبغي اعتقاد رجعة محمد وأهل بيته : إذا كانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الى ان يقول حتى يستقيم له الأمر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويستقر في الكوفة ويكون مسكن أهله مسجد السهلة ومحل قضائه مسجد الكوفة ومدة ملكه سبع سنين يطول الأيام والليالي حتى تكون السنة بقدر عشر سنين، لأن الله سبحانه يأمر الفلك باللبوث فتكون مدة ملكه سبعين سنة من هذه السنين، فإذا مضى منها تسع وخمسون سنة خرج الحسين ( عليه السلام ) في أنصاره الاثنين والسبعين الذين استشهدوا معه في كربلاء وملائكة النصر والشعث الغبر الذين عند قبره، فإذا تمت السبعون السنة أتى الحجة الموت فتقتله امرأة من بني تميم اسمها سعيدة ولها لحية كلحية الرجل بجاون صخر من فوق سطح وهو متجاوز في الطريق، فإذا مات تولى تجهيزه الحسين ( عليه السلام ) ثم يقوم بالأمر ...الخ الحكاية. فإذا أردنا التأمل والتدقيق في هذه الحكاية نجد إنها لا تنسجم مع الاجواء التي ذكرناها آنفاً من حيث هيئة المرأة فمرأة ذات لحية كلحية الرجل أمر مستبعد جداً اذا أخذنا بنظر الاعتبار ما سيحصل من انتشار للدين في ظل الظهور المبارك، فمن المستبعد أن تكون هناك امرأة متشبهة بالرجال إذ ان الإمام سيقضي على هذه الحالة، وكذلك من المستبعد أن تكون هناك امرأة ذات لحية طبيعية كلحية الرجل، أما لو فرض أن لها لحية اصطناعية تتخفى تحتها بهدف قتل الإمام فنقول لا مبرر لذلك إذ من الممكن أن تدبر عملية اغتيال الإمام دون أن تلجأ إلى هذه العملية المفتضحة بسبب ما ذكر في الكتب ومعرفة من يحيط بالإمام بهكذا مخطط سلفاً خصوصاً إذا فرضنا أن الجهاز الاستخباراتي والحكومي للإمام المهدي سيكون من ارقى الاجهزة الاستخباراتية والتنظيمية في العالم، فمن المستبعد أن يخفى عليهم أمر هكذا عملية أما اذا نظرنا للامام بالمنظار الواقعي الالهي فيكون الامر أشكل وأبعد . أما إذا نظرنا إلى الحكاية من جهة الآلات المستخدمة فيها فهي الآت بدائية وجو الحكاية لا يصلح لان يكون كناية عن سلاح عسكري متطور يلقى على الإمام من الجو باعتبار أن سلاح الجو تحت إمرة الإمام وحسب الفرض لا يوجد له أعداء في دولة أخرى كي يقوموا باختراق المجال الجوي لدولته وتنفيذ عملية الاغتيال. أما إذا نظرنا إلى الحكاية من جهة سندها (وهو الامر المهم في هذه الحكاية )فهي في الحقيقة ليست رواية بل حكاية كما ذكرنا نقلها الشيخ علي اليزدي الحائري بعنوان فاكهة في رجعة الأئمة لبعض العلماء, وهذا المقدار لا يكفي للاستشهاد التاريخي فضلاً عن الاحتجاج به تاريخياً، فما بالك بمسألة يترتب عليها أمر اعتقادي!. هذا إذا أقصرنا النظر على حكاية الشيخ صاحب كتاب إلزام الناصب والوحيدة في بابها. أما إذا تعدينا ذلك وجعلنا محل نظرنا العمومات(وهي أم الباب في هذه المقولة وأمر ذو بال ويحسن فيه ابراز الاحتمال وتحقيق الحال ) التي ذكرت أن أهل البيت عليهم السلام ما منهم إلا مقتول مسموم أو شهيد، وهذه الروايات ذكرت بألسنة متعددة وفي مصادر كثيرة بمجموعها يمكن الاطمئنان إلى صدورها عنهم عليهم السلام، فقد ذكر الشيخ الصدوق في الامالي عن الرضا عليه السلام قوله (والله ما منا إلا مقتول شهيد) وذكر كذلك هذه الرواية نفس الشيخ فيمن لا يحضره الفقيه، وذكرها أيضاً عن غير الرضا عليه السلام من الائمة وعنه عليه السلام كل من الخزاز القمي في كفاية الاثر والحر العاملي في وسائل الشيعة والمجلسي في بحار الانوار والشاهرودي في مستدرك سفينة البحار وغيرهم، وبمجموع طرق الروايات يمكن الاطمئنان بصدورها. هذا من جهة تحقيق الحال في صدور روايات عموم مامنا الاشهيد او مسموم . أما من جهة متونها ومدلولاتها فإنها صريحة في عموم كون الأئمة عليهم السلام لا يموتون حتف أنفهم بل ما منهم إلا مقتول شهيد أو مسموم شهيد وهذا العموم أو الإطلاق يشمل الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إذ لم يرد فيه تخصيص أو تقييد إلا أن يدعى عدم ثبوت العموم أو الإطلاق من جهة عدم استظهار ذلك أو يدعى عدم ثبوت تلك الروايات سندا، أما إذا استثنينا من لا يقول بالعموم أو الاطلاق ننتهي إلى أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يموت مقتولاً أو مسموماً، ولكن تواجهنا مشكلة اخرى حاصلها إن الاجواء التي ذكرناها كمقدمة أو تمهيد لا تنسجم والنتيجة التي انتهينا اليها من خلال هذا العموم إذ يلزم على نتيجة هذا العموم اللوازم التي ذكرناها في حكاية ذات اللحية من استبعاد تعرض الامام لمحاولة الاغتيال سواء بمنظار كونه الامام أو بمنظار كونه الحاكم والرئيس وما يمكن أن يجاب به هنا (من تدخل الارادة الالهية ,والذي تمت الاشارة اليه سلفا ) يمكن أن يجاب به هناك ما خلا ثبوت الحكاية(أي يبقى اشكال عدم ثبوت الحكاية قائم حتى لو تمت الاجابة على ما أثير). وعليه فالنتيجة التي ننتهي اليها اعتماداً على عموم أو اطلاق ما منا إلا مقتول أو شهيد أن الإمام المهدي عليه السلام لا يموت حتف انفه بل يموت شهيداً أو مسموما، ويمكن أن نعضد هذه النتيجة بما يذهب إليه البعض من أن البنية الجسدية للائمة عليهم السلام لا يمكن أن تطرأ عليها عوامل الموت الطبيعي، أما لروايات الطينة(التي تنص على أن أبدان الائمة غير أبدان الناس ) أو لغيرها مما يعتقده البعض في حقيقة الاجسام النورية لأهل البيت عليهم السلام، وبالتالي لابد من افتراض عارض(وهذا العارض إما أن يكون القتل أو السم ) يحدث يكون سبباً في وفاة الائمة عليهم السلام اما لو تركوا دونما عارض يحول دون ديموميتهم فيرى البعض انهم خالدون(هذا لا يعني عدم الالتزام بعموم اية (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) فاننا نلتزم أن ما يطرأ على الائمة من صفاة هي بفيض الله تعالى عليهم، والمقام فيه تفصيل الخوض فيه يخرجنا عن محل البحث ,المهم الذي نريد أن نصل اليه أن الامام بحسب طبيعته التكوينية ودون وجود عارض لا يأتيه الموت، هذا ما يذهب اليه البعض ,أما من جهة عالم الثبوت والواقع فقد ثبت توفي الله تعالى وإماتته للائمة عليهم السلام بأحد طريقين (القتل أو السم على يد الظلمة)وفي خصوص الاما المهدي عليه السلام فقد دلت الادلة على انه يموت ,وهذا ثابت جزما ,ولكن وقع الكلام في نوع الاماتة هل بالتوفي حتف الانف أم بالقتل والسم وقد رجحنا بحسب البيان السابق الثاني . هذا ولكن قد يقال :- هذا وقد ذكرت بعض الروايات أن الإمام المهدي عليه السلام يموت ويلي أمره الحسين عليه السلام دونما ذكر لسبب موته وهذه الروايات تقف بالحياد بين من يذهب الى موته مقتولاً أو مسموماً وبين موته حتف أنفه, ومن هذه الروايات ما رواها المجلسي في بحار الانوار عن تفسير العياشي حيث قال: (فإذا استقر عند المؤمنين انه الحسين لا يشكون فيه وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون بذلك جاءت الحجة الموت فيكون الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وإيلاجه حفرته الحسين ولا يلي الوصي، الا الوصي وزاد إبراهيم في حديثه ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه. النتيجة النهائية:- الذي نذهب اليه تبعاً لروايات أهل البيت عليهم السلام أن الإمام المهدي عليه السلام يموت مقتولاً لصراحة روايات ما منا الا شهيد أو مسموم وخصوصاً الرواية التي رواها المجلسي في بحاره عن الحسن صلوات الله عليه والتي قال فيها والله لقد عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وآله (ان هذا الامر يملكه اثنى عشر اماماً من ولد علي وفاطمة ما منا إلا مسموم أو مقتول), فالرواية صريحة في شمول القتل أو السم للامام المهدي عليه السلام ولعل الاقرب في سبب موته أن يكون مسموماً عليه السلام إذ أن طريقة القتل بالسم يتعسر استكشافها حتى وإن كان عند الامام المهدي أحدث وأرقى الاجهزة الاستخباراتية وما الى ذلك من الامكانات العسكرية او التكنلوجية أو غيرها, أما بناء على النظر الثاني من كون الملاحظ فيه الامام بما هو إمام ذو علم لدني فيتساوى الامران (الموت بالقتل او الموت بالسم )ولا يترجح أحدهما على الاخر . بقي شيء وهو لابد من توجيه مناسب لما يمكن أن يورد على ان الاجواء لا تساعد على محاولة اغتياله عليه السلام ويمكن أن يجاب (مضافا الى ماذكرناه من الارادة الالهية ) اننا وإن سلمنا أن هناك أجواء اجتماعية ودينية تستدعي انتشار العدل ولكنها لا تعني انعدام الظلمه، وهذا يستكشف منه وجود من يتربص بالامام عليه السلام ويحاول اغتياله . هذا ما يمكن أن يقال في هذه العجالة حول مسألة مقتل الامام أو موته حتف انفه عجل الله تعالى فرجه الشريف واننا وان استظهرنا أو حصل منا ميل الى بعض الاقوال إلا أن ذلك لايعني منا تبنياً لهذا القول بضرس قاطع، إذ كما قلنا المسألة تتوقف على اتخاذ موقف في مسألة حساسة وجوهرية كمسألة الرجعة وعلم الامام، فبعد اتخاذ موقف واضح ورصين في المسألتين يمكن أن تكون الصورة عندنا في هذه المقولة واضحة وبينة . منقول | |
|