عمدت مكاتب الدعوة والإرشاد والهيئات الدينية في المدينة المنوّرة مؤخرا إلى توزيع كتيب مسيء للمسلمين الشيعة في باحات الحرم النبوي الشريف كتبه متشدد اشتهر بميوله لجماعات العنف المسلح.
ويوزّع الكتاب مجّانًا بجانب مقبرة البقيع على جميع الزوّار استغلالاً لفترة الصيف وما يصاحبها من إقبال واسع على زيارة الرسول وأئمة البقيع .
الكاتب رجل الدين السلفي المتشدد سليمان الخراشي رأى في تبريرة لنشر الكتيب بأنه يهدف إلى "تنوير أبناء الفِرَق المخالفة لدعوة الكتاب والسنة بما هم عليه من تجاوزات وانحرافات تحول بينهم وبين الهدى ولزوم جماعة المسلمين."
وخرج الكتيب تحت عنوان «أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق» وتناول فيه الخراشي أغلب عقائد المسلمين الشيعة بالتشكيك والطعن.
ويعد الخراشي من رجال الدين السلفيين الأكثر تشددا في السعودية وتدور حوله شبهات واسعة حول دعمه الفكري والمادي لجماعات العنف الديني في المملكة والخارج.
وأثير اسم الخراشي منذ سنوات ضمن بعض الاعترافات المنشورة لمتشددين "تائبين" كونه أحد أكبر جامعي التبرعات للنشاطات المشبوه إلى جانب عمله على تجنيد "الشباب".
إلى ذلك عرف عنه هجومه المتكرر عبر مواقع الانترنت على دعاة الاصلاح في المملكة وأبرزهم عبد الله الحامد وعلي الدميني.
وردا على دعاوى الإصلاح اشتهرت عنه مقولة "إسلام مع شيئ من الأثرة، خيرٌ من إصلاح موعود مع كفر و علمنة".
وإلى جانب تكفيره المسلمين الشيعة يرى الخراشي في كتاباته بأن «الأشاعرة» ليسوا من أهل السنة وإنما هم أهل بدعة، وأن الغرب يدعم «الصوفية» في العالم الإسلامي كبديل للإسلام الصحيح.
ولذلك فهو ينظر لأحمد كفتارو «مفتي سورية الراحل» بأنه "رأس من رؤوس غلاة المتصوفة في زماننا.. وقد كان أحد الأسباب في جعل محمود شلتوت يُصدر فتواه الشهيرة في جواز التعبد بالمذهب الرافضي."
ويأتي توزيع الكتيب الأخير بعد أسابيع من توزيع كتاب آخر مسئ للشيعة في باحات الحرم النبوي وفي ظل أنباء حول اجراءات مشددة بحق زوار مقبرة البقيع